الجمعة، 6 ديسمبر 2013

برونر والتعلم بالاكتشاف

بسم الله الرحمن الرحيم :
       مقدمة :
       التعلم بالاكتشاف مكانه خاصة عند المعلمين, حيث يقوم المعلم بدور الموجه أو المرشد أثناء عملية التعلم.
       وأيضاً المتعلم يكون في حالة إيجابية, لأنه يدرس ويفحص المعلومات المتاحة لديه ويربط بينها ويدرك ما بين أجزائها في علاقات محاولاً الوصول إلى حل مشكلة معينة أو قاعدة أو نمط رياضي أو تقييم.
       وذلك بتوجيه وإرشاد من قبل المعلم, والمتعلم هنا يكون هو المكتشف.
       ويعتبر برونر أول من تحمس لطرق الاكتشاف ويسمى نمطه في التعلم بنمط اكتساب المفاهيم وهو نمط مصمم للتعليل الاستقرائي ولتطوير المفاهيم وتحليلها وهو قائم على التعلم الاستكشافي.
إن هذا النمط من التعلم يتميز بسمات عامة هي :
       1/ تحرير استجابات الفرد عن المثيرات: فالنمو العقلي يتميز بزيادة تحرر الاستجابة واستقلالها عن المثير, وكلما تقدم الطفل في نموه العقلي ازداد تحرره, وأيضاً يتعلم الطفل التفكير ويطور نظام اللغة لديه.
       2/ تطور نظام رمزي داخلي لتنظيم المعلومات وتخزينها أثناء عملية النمو العقلي.
       3/ قدرة المتعلم على التعبير بالكلمة والرمز عن نفسه وعن الآخرين عما فعله أو عما ينوي القيام به من أعمال أي القيام بنشاط تحليلي موجه نحو الذات أو نحو البيئة المحيطة به.
       4/ التفاعل بين الطفل و الآخرين, مثل: المعلم أو الأب أو الأم وهذا يؤدي إلى التطور العقلي.
       5/ القدرة على التعامل مع عدد من البدائل في الموقف الواحد والقيام بعدد من أوجه النشاط المتزامنة وتركيز الانتباه لعدد من المواقف بشكل متسلسل.
       ملامح نظرية برونر التدريسية هي :
       1/ الدامغية: الخبرات التدريسية التي تدفع المتعلمين وتحفزهم.
       2/ التنظيم والتسلسل: أن يوصف للمعلمين طرق تنظيم وتسلسل المحتوى المنهجي للمادة الدراسية, وأن يجسد ذلك التنظيم صفات التركيب البنائي للمادة الدراسية الثلاثة وهي: أسلوب العرض, اقتصاديات عرض المادة الدراسية, قوة التركيب.
       3/ التتابعية: أن تحدد أهم طرق تتابع المفاهيم والحقائق والمهارات ليسهل على المتعلمين تعلمها, وتعد مشكلة التتابع في الرياضيات من أهم مشكلات التدريس, وهي ترتبط بصفة خاصة بخصائص التعلم الفردي وذاتية التعلم.
       4/ التوصيف: أي أن تحتوي على مبادئ لأكثر خطوات التدريس و التعلم فعالية وطرق تحقيق الأهداف التدريسية وتعديل استراتيجيات التعلم.
       5/ المعيارية: أي أن تحدد معايير واضحة ومحددة لنوعية السلوك التدريسي المقبول الذي يحدث فيه أفضل أنواع التعلم وشروط تحقيق هذه المعايير وكيفية تحقيقها.
       يحدد برونر ثلاث مراحل نمائية يمر بها الأطفال في سعيهم لاكتساب القدرة على تمثيل علمهم وهي :
1/ مرحلة العمل الحسي أو المرحلة العملية: حيث يكون الفعل هو طريق الطفل لفهم البيئة وفي هذه المرحلة يدرك الأطفال الأشياء عن طريق التفاعل الحسي المباشر مع الأشياء أي عن طريق العمل و الخبرة المباشرة في أثناء اللعب و التعلم.
       2/ مرحلة التصور شبه المجرد: حيث ينقل فيها الطفل معلوماته عبر التصور والصور ويطلق عليها الأيقونة.
       3/ مرحلة الرمز( مرحلة التمثيل الرمزي): حيث يحل الرمز محل الأفعال الحركية, ويرى برونر أن هذا التتابع في العملية النمائية من العمل إلى الصورة إلى الرمز (حسي, شبه حسي, مجرد) يظل مع المرء وفي نظامه مدى الحياة.
مبادئ التعلم الاستكشافي كالآتي:
       1/ يواجه المتعلم في التعلم الاستكشافي بمشكلة ما يتصدى لها ويحاول حلها.
       2/ يكتشف المتعلم المفاهيم المبادئ بنفسه من خلال التفاعل مع الموقف واستخدام الاستبصار.
       3/ يكون المتعلم نشطاً ودائم السعي للحصول على المعرفة بنفسه.
       4/ يكون التعلم بالاستكشاف ذا معنى, لذا يندمج التعلم الجديد مع البني المعرفية للفرد وبذلك يكون التعلم أكثر قابلية للاستبقاء و الاستدعاء و الانتقال.
       5/ يمتاز التعلم عن طريق الاستكشاف بأنه يلبي حاجات الفرد التعليمية ويوافق اهتماماته الشخصية.
       6/ يحتاج هذا النمط من التعلم إلى وقت أطول وجهود أكبر من المعلم والمتعلم على سواء.
       7/ يرتبط التعلم الاستكشافي بطبيعة الموضوع وبنيته المعرفية الأساسية( مفاهيمه, ومبادئه, وحقائقه).
       8/ يهتم التعلم الاستكشافي بترابط أجزاء البني المعرفية وعناصرها وبذلك يصبح التعلم ذا معنى.
       9/ يركز التعلم الاستكشافي على الدافع الداخلي الذي يقوم على إرادة المتعلم.
       خطوات الاكتشاف :
       تتم عملية الاكتشاف على خطوات هي :
 
1- عرض المشكلة التي يراد دراستها لإيجاد حل لها، ويتم هذا العرض في معظم الحالات على هيئة سؤال سابر يتطلب جواباً أو تفسيراً، ويراعي المعلم عند اختيار المشكلة مجموعة من العوامل أهمها: المنهاج الدراسي، خصائص المتعلمين، عدد المتعلمين، مستواهم المعرفي، وقت الحصة.
       2- جمع المعلومات حول القضية ، ويتم بالحوار الهادئ والتواصل متعدد الاتجاهات، أو بالرجوع إلى المكتبة أو  إلى الشبكة العالمية للمعلومات.
       صياغة الفرضيات.  3-
       4- التحقق من صحة المعلومات التي جمعت ، ويتم ذلك بمناقشتها مع الزملاء، أو بعرضها على المعلم، أو بالمقارنة بينها للتأكد من عدم وجود تناقض بينها.
5- تنظيم المعلومات وتفسيرها. بهدف التوصل إلى إجابة مرضية عن السؤال المطروح أو القضية المراد بحثها لإيجاد حل لها ، ويقوم المعلم بتوجيه الطلاب وتقديم المساعدة لمن يطلبها.
6- تحليل عملية الاستقصاء وتقويمها لاختبار الفرضيات والتأكد من سلامة الخطوات المتبعة ، ومن صحة التحليل والاستنتاج.
7 - بلورة النتيجة واعتمادها لاتخاذ القرار ، وتسجيل الحل الذي تم التوصل إليه من قبل المتعلم نفسه .
       دور المعلم :
    
يختلف دور المعلم الموظف لأسلوب الاكتشاف عن دور المعلم التقليدي الذي يقتصر غالبا على الشرح والتلقين
ويمكن إيجاز دور المعلم في عملية الاكتشاف بما يلي:
1- توفير مناخ صحي هاديء ومريح .
2- منح المتعلمين الحرية الكاملة للتعبير عن أفكارهم دون قيود .
3- التأكد من معرفة المتعلمين بالمتطلبات السابقة .
4-طرح المفاهيم موضوع الدرس على هيئة سؤال يبحث عن جواب أو مشكلة تتطلب حلاً.
5- تحليل المشكلة وعرضها على هيئة تساؤلات غريبة.
6- تجهيز الوسائل المعينة التي يتطلبها تنفيذ الموقف الصفي.
7- تحديد الأنشطة أو التجارب التي يتطلبها الموقف.
8- وضع الاستراتيجيات لمواجهة الاختلافات في وجهات نظر المتعلمين .
9- تقديم النصح والتوجيه في الوقت المناسب ، والمساعدة لمن يطلبها .
10- تقويم النتائج وتوظيفها في مواقف جديدة مماثلة.
       مثال لإستراتيجية التعلم بالاكتشاف :
       العنوان : اختراق القوة المغناطيسية للمواد.
2-
مقدمة نظرية
:
-
المغناطيس يجذب بعض المواد مثل برادة الحديد علماًً أنه يوجد بين المغناطيس وبرادة الحديد مادة عازلة هي الهواء.
-
لو وضعنا لوحاً من الزجاج هل يحجب القوة المغناطيسية؟
-
لو وضعنا لوحاً من الخشب هل يحجب القوة المغناطيسية؟
هل تنفذ القوة المغناطيسية من بعض المواد ؟ ماهي؟
-
هل تمنع بعض المواد مرور القوة المغناطيسية؟ماهي؟
3-
طرح الأسئلة:
-
ماهي المواد التي تخترقها القوة المغناطيسية؟
-
ماهي المواد التي تحجب القوة المغناطيسية من النفاذ؟
4-
الفروض :
-
القوة المغناطيسية تنفذ من الحديد!
-
القوة المغناطيسية تنفذ من الخشب!
-
القوة المغناطيسية تنفذ من الماء!
       القوة المغناطيسية تنفذ من الزجاج!
-
القوة المغناطيسية تنفذ من الهواء!
-
القوة المغناطيسية تنفذ من كل المواد!
5-
التجريب:
-
المواد: مغناطيس، لوح رقيق من الخشب، لوح زجاجي، كاس به ماء، لوح من الحديد مسامير من الحديد.
-
نقرب المغناطيس من مسمار الحديد بوجود إحدى الصفائح التالية:
حديد ، خشب ، زجاج ، ماء.......
-
تسجيل الملاحظات والمعلومات.
6-
النتائج والتعميمات:
من الملاحظات يكتشف الطلبة ان القوة المغناطيسية تخترق المواد التالية:
الماء ، الزجاج ، الهواء ، الخشب ، الورق...........الخ.
وان القوة المغناطيسية لاتخترق المواد الحديدية.
7-
مشكلات جديدة للتقصي والاكتشاف :مثل
-
هل يوجد مواد أخرى تخترقها القوة المغناطيسية؟
-
ماهي الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها للكشف عن المواد التي تخترقها القوة المغناطيسية والمواد التي لاتخترقها القوة المغناطيسية؟
       نشاط آخر
       اكتشفي محتويات الصندوق ,
       ما الذي لمستيه ؟
       ماذا تتوقعين أن يكون لونه ؟
       خمني! في ماذا يستخدم ؟
المراجع :
       جامعة أم القرى
       كتاب تدريس الرياضيات للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم
       ملتقى مجلس النخبة لنشر ثقافة الجودة في التعليم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق